قصة العجوز وصاحب المطعم



العجوز وصاحب المطعم

في أحد أحياء المدينة القديمة كان هناك مطعم شعبي صغير يديره شاب يدعى سامر ورث المطعم عن والده، وكان يسعى جاهدًا للحفاظ على سمعته الطيبة. كل يوم يستقبل زبائنه بابتسامة ويحرص على أن يكون الطعام لذيذًا والخدمة مميزة

في أحد الأيام دخل رجل عجوز تبدو عليه علامات الفقر والتعب جلس على طاولة في الزاوية ينظر إلى قائمة الطعام بحيرة ثم رفع رأسه ونادى على سامر بصوت خافت

يا بني هل يمكنني الحصول على طبق من الطعام  لكن... ليس لدي ما يكفي من المال الآن أعدك أنني سأدفع لاحقًا

تردد سامر للحظة. كان يعلم أن المطعم يعتمد على الزبائن لدفع التكاليف لكنه شعر بشيء في داخله يدفعه لمساعدة الرجل ابتسم وقال
لا تقلق يا عم الطعام هنا ليس لمن يملك المال فقط، بل لكل من يحتاجه

أحضر له سامر طبقًا دافئًا من الأرز والدجاج، ووضع بجانبه كوبًا من الماء ثم راقبه وهو يأكل بشهية وكأنها أول وجبة يتناولها منذ أيام

بعد أن انتهى الرجل العجوز مسح فمه بمنديله المتسخ ونظر إلى سامر بعينين مليئتين بالامتنان ثم قال
شكرًا لك يا بني لن أنسى لك هذا الجميل أبدًا

مرَّت أيام وأسابيع ولم يرَ سامر الرجل مرة أخرى ظن أنه ربما نسي وعده أو لم يتمكن من العودة لم يكن الأمر مهمًا بالنسبة له فقد فعل ما شعر أنه الصواب

لكن بعد شهر تقريبًا، جاء رجل أنيق إلى المطعم يرتدي بدلة رسمية وتقدم نحو سامر قائلاً
هل أنت سامر صاحب هذا المطعم؟
نعم كيف يمكنني مساعدتك
أنا ابن ذلك العجوز الذي أطعمته عندما لم يكن لديه مال كان والدي رجل أعمال سابقًا لكنه مرَّ بظروف صعبة أفقدته كل شيء لكنه لم ينسَ كرمك وقبل أيام رحل عن الدنيا وترك لي رسالة يطلب مني أن أرد لك الجميل

تفاجأ سامر وتأثر بكلام الرجل ثم أخرج الرجل ورقة رسمية وقدمها له قائلاً
والدي امتلك هذا العقار الكبير القريب من هنا وقد أوصاني أن أقدمه لك لتوسع مطعمك

وقف سامر مذهولًا لم يصدق أن وجبة بسيطة قدمها لشخص محتاج ستعود عليه بكل هذا الخير تعلم في تلك اللحظة أن المعروف لا يضيع أبدًا وأن الخير مهما كان صغيرًا يعود لصاحبه بطريقة لا يتوقعها

العبرة

قد تكون مساعدة الآخرين بلا مقابل هي أفضل استثمار تقوم به في حياتك

تعليقات